طلاق الشقاق من طرف الزوجة في المغرب: الإجراءات والشروط

يُعتبر طلاق الشقاق أحد أنواع الطلاق التي أقرّها القانون المغربي بموجب مدونة الأسرة، حيث يُتيح للطرفين، الزوج أو الزوجة، طلب إنهاء العلاقة الزوجية في حال تعذر استمرارها. هذا النوع من الطلاق يتميز بكونه وسيلة لحماية الطرف المتضرر، ومن بين الحالات الشائعة، طلاق الشقاق من طرف الزوجة في المغرب.

طلاق الشقاق من طرف الزوجة في المغرب

ما هو طلاق الشقاق؟

طلاق الشقاق من طرف الزوجة في المغرب هو إجراء قانوني تلجأ إليه الزوجة عندما يصبح استمرار العلاقة الزوجية مستحيلاً بسبب وجود نزاعات مستمرة أو ضرر يصعب رفعه. يتميز هذا الطلاق بكونه لا يعتمد على إثبات الخطأ أو التقصير من أحد الأطراف، بل يقوم على مبدأ استحالة العشرة.

شروط طلب طلاق الشقاق من طرف الزوجة في المغرب

لطلب طلاق الشقاق من طرف الزوجة في المغرب، يجب استيفاء الشروط التالية:

  1. وجود نزاع بين الزوجين: ينبغي أن يكون هناك خلافات مستمرة أو ضرر نفسي، جسدي أو مادي تتعرض له الزوجة.
  2. استحالة استمرار العلاقة الزوجية: يتم تقديم أدلة على أن استمرار الزواج لم يعد ممكناً بسبب هذه النزاعات.
  3. اللجوء إلى المحكمة: يُعتبر القضاء الجهة الوحيدة المخوّلة للبتّ في طلبات طلاق الشقاق.

إجراءات طلاق الشقاق من طرف الزوجة في المغرب

  1. رفع طلب الطلاق إلى المحكمة:
    تتقدم الزوجة بدعوى إلى المحكمة الابتدائية المختصة، تُوضّح فيها أسباب طلب الطلاق.
  2. محاولة الصلح:
    تعمل المحكمة على محاولة الإصلاح بين الزوجين، وذلك عبر تعيين جلسات صلح تُعقد بحضور الطرفين. إذا كان لديهما أبناء، تُبذل جهود أكبر لتحقيق التوافق لما فيه مصلحة الأسرة.
  3. إثبات استحالة الصلح:
    إذا تعذّر الصلح، تُصدر المحكمة حكماً بإنهاء العلاقة الزوجية.
  4. تحديد الحقوق:
    تشمل تحديد المستحقات المالية للزوجة مثل النفقة، المتعة، ومؤخر الصداق، بالإضافة إلى حقوق الأطفال (في حال وجودهم) مثل الحضانة والنفقة.

حقوق الزوجة بعد طلاق الشقاق

عند صدور الحكم بطلاق الشقاق لصالح الزوجة، تضمن لها مدونة الأسرة المغربية حقوقها الكاملة، منها:

  • نفقة العدة: تُصرف للزوجة خلال فترة العدة.
  • مستحقات المتعة: تعويض للزوجة عن الأضرار المعنوية والمادية التي تعرضت لها.
  • الحضانة والنفقة: إذا كانت الزوجة حاضنة، يُلزم الزوج بتوفير نفقة الأطفال ومسكن الحضانة.

ملاحظات هامة

  • يحق للزوجة طلب طلاق الشقاق حتى في غياب أدلة واضحة على الضرر، حيث يعتبر القانون أن النزاع المستمر كافٍ لتبرير الطلب.
  • في حالة وجود أبناء، تُراعي المحكمة مصالحهم أولاً قبل إصدار الحكم النهائي.

دور المحامي في طلاق الشقاق من طرف الزوجة في المغرب

يُعدُّ المحامي ركيزة أساسية في مسار طلاق الشقاق، حيث يلعب دوراً حيوياً في تقديم الدعم القانوني والإجرائي للزوجة لضمان حماية حقوقها ومصالحها وفقاً لأحكام مدونة الأسرة المغربية. إليك أهم أدوار المحامي في هذا النوع من القضايا:

  1. الاستشارة القانونية الأولية
    يبدأ دور المحامي بتقديم استشارة قانونية للزوجة، تشمل شرح مفهوم طلاق الشقاق والإجراءات المتبعة، وتوضيح الحقوق التي يمكن المطالبة بها مثل النفقة، المتعة، وحضانة الأطفال، وتقييم الوضع القانوني بناءً على تفاصيل النزاع أو الضرر الذي تعاني منه الزوجة.
  2. إعداد الملف القانوني
    يُساعد المحامي الزوجة في جمع الوثائق اللازمة لدعم طلبها، والتي قد تشمل عقد الزواج، شهادات طبية (إذا كانت الزوجة تدّعي تعرضها لضرر جسدي أو نفسي)، أي مراسلات أو أدلة تثبت وجود نزاعات أو ضرر، ووثائق تثبت الوضع المالي للزوج لتقدير المستحقات. يقوم المحامي بصياغة الطلب بشكل دقيق، مع تضمينه كافة التفاصيل والطلبات القانونية.
  3. تمثيل الزوجة أمام المحكمة
    يتولى المحامي تقديم دعوى طلاق الشقاق لدى المحكمة الابتدائية المختصة، ويُمثل الزوجة خلال جلسات الصلح التي تُعقد بحضور القاضي، ويعمل على توضيح موقفها والمطالبة بحقوقها. في حال تعذّر الصلح، يُتابع المحامي الجلسات لإثبات استحالة استمرار العلاقة الزوجية.
  4. الدفاع عن حقوق الزوجة
    يقوم المحامي بالمطالبة بالحقوق المالية مثل النفقة، المتعة، ومؤخر الصداق بناءً على الوضع المالي للزوج وظروف القضية. يعمل أيضاً على ضمان حقوق الحضانة، وإذا كانت الزوجة حاضنة، يُثبت أحقيتها في الحضانة ويُطالب بمسكن الحضانة ونفقة الأطفال. يتابع المحامي تنفيذ الأحكام لضمان حصولها على مستحقاتها.
  5. تقديم حلول ودية (إن أمكن)
    على الرغم من النزاع، قد يُحاول المحامي التوسط بين الطرفين للوصول إلى حلول ودية تُحقق مصلحة الزوجة وتُجنبها النزاع المطوّل، خاصة إذا كان هناك أطفال بحاجة إلى ترتيبات خاصة.
  6. الالتزام بحماية مصالح الزوجة
    يحرص المحامي على تقديم دفاع قوي ومبني على الأدلة القانونية لضمان حصول الزوجة على جميع حقوقها. يعمل على توعية الزوجة بكافة الخطوات القانونية، مما يخفف عنها الضغوط النفسية المصاحبة للإجراءات القضائية، ويسعى إلى تسريع المسار القانوني قدر الإمكان لتجنب طول فترة النزاع.

خاتمة
يُعدّ دور المحامي في طلاق الشقاق من طرف الزوجة محورياً لضمان سير الإجراءات القانونية بشكل سلس ومُنصف. المحامي ليس فقط مدافعاً عن حقوق الزوجة، بل أيضاً مستشاراً قانونياً يُعينها على تجاوز هذه المرحلة بأقل ضرر نفسي ومالي.

مراجع:

طلاق الشقاق من طرف الزوجة

الأستاذ أمين الصغير